يتمثل موضوع هذا المؤلف، بصورة محددة، وبشكل خاص في عرض عملية كتابة تاريخ علم الإجرام من لحظة حاسمة من تاريخه؛ إنها “اللحظة البانية” على المستوى المؤسساتي- هذا من جهة. ويتمثل من جهة أخرى، في المساهمة في تحديد مكانة المؤسسين والمنظّرين الأوائل للأنثروبولوجيا الإجرامية، في سياق تلك اللحظة التاريخية
فقد شكلت سنوات 1880 مسرحا لانطلاقة سيرورة أوروبية من أجل مأسسة علم جديد، بمبادرة من مجموعة من الأطباء ورجال القانون الطليان من بينهم ثلاث شخصيات طليعية أولى، تتمثل في شيزاري لومبروزو، أنريكو فيرّي ورفائيل جاروفالو. الأول، هو الطبيب وصاحب المؤلف القاعدي الموسوم بـ”الإنسان المجرم” الذي نشر سنة 1876. أما الثاني، فهو رجل القانون الذي صقل عبارة “سوسيولوجيا الجريمة”؛ فيرّي ذلك الذي لم يتوان عن مناقشة مختلف جوانب نظريات تلك المدرسة؛ من خلال نشر مؤلف أول يحمل عنوان “الأفاق الجديدة للقانون والإجراء الجنائي” عام 1881، ومؤلف ثاني بعنوان “الاشتراكية والجريمة” في 1883
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.