كشف الغمة ببيان أن حرب النظام حق على هذه الأمة للفقيه: محمد بن عبد القادر الكردودي 1268هـ/ 1852م

بعد كتاب كشف الغمة ببيان أن حرب النظام حق على هذه الأمة” للفقيه محمد بن عبد القادر الكردودي 1268هـ / 1852م في طليعة أهم المؤلفات الفكرية والفقهية التي ألفت عقب هزيمة المغرب في حرب إيسلي سنة 1844م.

ولا بد في بداية الأمر، أن نشير بأن الحديث عن النظام الذي يتناوله “كشف الغمة” قد ورد في سياق هزيمة كبرى مني بها المغرب بعد أن استحلى زمنا طويلا لذة الانتصار المادي الذي حققه في معركة وادي المخازن ويجب أن نقول: إن ما ناله المغرب هنا من انتصار لم يكن بسبب نظام حضاري اكتشفه كان متبعا، بل يسبب اللطف الإلهي كما استنتج ذلك بحدس عميق المؤرخ والفقيه أحمد بن خالد الناصري في كتابه الاستقصا الأخبار دول المغرب الأقصى.

لم يكن المغرب من قبل ولم يستطع ما بعد الهزيمة امتلاك نظرية واضحة في مفهوم النظام شأنه شأن البلدان الإسلامية – إن المفهوم المادي الذي من خلاله تقدمت أوروبا المادية لم يكن من المفكر فيه لدى المغاربة لأسباب التأخر الطويل الذي كان يغذيه الانغلاق والجمود بعيدا عن كل ما كان يجري بالضفة الجنوبية للبحر المتوسط فما الذي حصل بالضبط عقب الهزيمة ؟