تاريخ بابل وآشور

12,500 $

الحمد لله الذي جعل لنا نبأ المتقدمين عبرة وذكرى، ودلنا بزوالهم على أنه هو الباقي الذي سيعيدهم تارة أخرى، أما بعدُ فإن علم التاريخ لَمن أجلِّ العلوم مقدارًا وأوسعها مدارًا، به تُعلم الخطط والممالك، وسياسة المملوك والمالك، وما كان للغابرين من الشعوب والقبائل والأنساب والمنازل، والعقائد والمذاهب، والتجارات والمكاسب، والصنائع والعلوم ما بين منطوق ومفهوم

التصنيف: الوسوم: ,

الحمد لله الذي جعل لنا نبأ المتقدمين عبرة وذكرى، ودلنا بزوالهم على أنه هو الباقي الذي سيعيدهم تارة أخرى، أما بعدُ فإن علم التاريخ لَمن أجلِّ العلوم مقدارًا وأوسعها مدارًا، به تُعلم الخطط والممالك، وسياسة المملوك والمالك، وما كان للغابرين من الشعوب والقبائل والأنساب والمنازل، والعقائد والمذاهب، والتجارات والمكاسب، والصنائع والعلوم ما بين منطوق ومفهوم، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة والمطالعات الأثيرة، ولشؤم الطالع الذي عَمَّ هذه الأقطار وما توالى عليها من الحوادث والأقدار، قد طمس الجهل فيها على آثار هذا العلم الشريف، وضرب الفقر على أيدي أرباب التدوين والتأليف، فمن عهد كذا من الزمان لم نجد من دوَّن سِفْرًا يُسفر عن أحوال أيامه وأهلها، ولا من بحث في تواريخ الأمم السالفة ونقَّب عن أحوالها وأصلها من نحو الآشوريين والمصريين، وغيرهم من الشعوب الغابرين، حالة كون الإفرنج مثلًا قد بحثوا في ذلك البحث العميق، وأمعنوا في التنقير والتدقيق، وقد أحصوا من تلك الحقائق ما لا مزيد عليه لباحث، وقرروا كثيرًا مما غرب من الآثار والحوادث، فتراهم يرحلون في طلب الوقوف على ما في هذه البلاد من الآثار ويتجشمون لذلك مشقة الأسفار واقتحام الأهوال والأخطار، خلا ما هنالك من صرف النفقات الجزيلة ومعاناة الأتعاب الطويلة، حتى أفضى بهم الأمر إلى احتفار جبال من الأنقاض والأتربة لكشف ما بقي تحتها من الآثار والأخربة، فشرحوها للمطالع شرحًا واضحًا عن عيان يظهر به حال تلك الأمكنة وما كان عليه أهلها في ذلك الزمان، وبيان واضعها وهادمها وما وقع بين ذلك من الحدثان.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “تاريخ بابل وآشور”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top