حرب السويس وشروق شمس الناصرية

كانت حرب السويس مفصلا فاصلا لمواقف مصر ومواقف أعدائها ، فقد أصبح لمصر مواقفها الشجاعة المستقلة، فغدت تعامل الكل بما يستحق بدون ذرة من مجاملة أو حتى دبلوماسية – كما نصف في معظم الأحيان المواقف الجبانة -وأصبحنا نعرف بتلك المواقف أعداءنا من أصدقائنا وصار أعداء مصر والعروبة مكشوفين واضحين في العراء لا يستطيعون حجب صورتهم القبيحة عن أحد ، ولا يستطيعون في الوقت ذاته حجب أو الدفاع عن مواقفهم العدائية ، ومطامعهم وأحقادهم على العرب والمسلمين ، لذا كانت الحرب ضرورة ناصرية – أو ضرورة عربية إسلامية – حدثت في الوقت المناسب ، فقد بدأ الاستعمار ينسحب من معظم دول العروبة والإسلام ، ولكن انسحابه هذا لم يكن عن حب وود ورغبة في السلم، بل انسحب مضطرا مهزوماً، وجاءت حرب السويس كاشفة نواياه الشريرة الشرهة، وأحقاده الدفينة، ورغبته في العودة والمزيد من الاحتلال والاستعمار .