أشعار غزوات النبي صلى الله عليه وسلم الرؤية والتشكيل الجمالي

كان الشعر من أشد الوسائل الإعلامية تأثيرا في الجاهلية وصدر الإسلام. وكان المشركون قد استغلوا الشعر أيما استغلال في حربهم ضد الإسلام والمسلمين فهجوا الرسول وأصحابه . كما تعرضوا بالهجاء المقذع لدعوته ورسالته. ولم يقف الرسول الموقف المتفرج أمام هذه الحملة الإعلامية المسعورة التي شنها أعداء الإسلام، بل تعامل معها بما يتلاءم وواقع الحال .فكان أول ما لجأ إليه هو استنفار شعراء الدعوة الإسلامية ومنهم : حسان بن ثابت وكعب بن مالك وعبد الله بن رواحة وتكليفهم بهذه المهمة الخطيرة، وكان حسان بن ثابت فارس هذه الحملة، بل كان بمثابة الصحيفة السيارة التي حملت لواء الإسلام عاليا فصبت الحمم المهلكة على أعدائه، حتى أن الرسول كثيرا ما كان يطيب له أن يستنشده ويسمع منه، وقد شحذت روح العقيدة والإيمان همم هؤلاء الشعراء وشحنت قوافيهم بقوة خارقة في مواجهة ألدِّ شعراء قريش خصومة للنبي وأتباعه، أمثال : عبد الله بن الزبعرى وأبي سفيان بن الحارث وضرار بن الخطاب قبل اعتناق الإسلام وتوبتهم بعد فتح مكة