يمثل التصوف نزعة إنسانية، تعاقب ظهورها في حضارات مختلفة، بصور متفاوتة في التعبير عن شوق الروح للتطهر والزهد فيما يتسابق عليه الناس من خضرة ونضرة الدنيا، ورغبة في التعالي عن شهوات المادة، ونبذ حطام اللذات؛ بغية الارتقاء في سلم الصفاء الروحي، والتسامي في مراتب الكمال الخلقي، و سعي لفهم مسالك السير إلى السعادة الروحية في وسط عالم مادي، و فهم الحقيقة الروحانية للكون الحسي
ولم يكن المسلمون بدعا في نزوع طائفة منهم فرادى و زرافات لنبذ زخرف الدنيا، والسعي نحو زخرف الروح، بيد أن لكلٍ خصائص تميزه عن غيره، من اختلاف وسائل، و مفارقة في الغايات، فيصير لكل حضارة هويتها في إبراز تلك النزعة الإنسانية، بأن تصبغها بلغة و مفردات و عقائد تناسب نسقها العام الديني
والحضاري
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.