الخطاب وسؤال التأويل مقاربات حوارية اجرائية في آليات تحيين الخطاب

يطرح كتاب “الخطاب وسؤال التأويل” مقاربات حوارية إجرائية لآليات تحديث الخطاب في سياق محاولة وضع الخطابات في سياقها الزماني والمفاهيمي، لأن لكل خطاب سياقا وآفة فهم الخطابات تقتلع من جذورها لهم من سياقهم الاصطناعي وربما التفسيري. وتتناول فصول الكتاب أسئلة استبطانية تزيح الجدول المعرفي، مثل: كيف؟ هل نتعامل مع الحديث؟ هل نفسرها أم نفسرها أم نقربها؟ هل نتعامل مع الخطابات المختلفة بشكل منفصل؟ أسئلة متجددة بآفاق متجددة. ولعلنا لا نخطئ إذا قلنا إن القيمة الأدبية للخطاب تتوقف على الوعي الجمالي السائد في فترة تاريخية معينة، وبالتالي فإن هذه القيمة الأدبية والأخلاقية هي طرح اجتماعي تاريخي بامتياز. وفي ضوء هذا التصور تأتي مناقشات هذا الكتاب لتؤكد أن الطبيعة الأدبية/القيمية للخطاب هي مفهوم زماني بامتياز، وتؤكد من جهة أخرى أن عملية إثراء تفسير الخطاب هي عملية زمانية بامتياز. إن الخطابات كمجموعة متماسكة من الكلمات تتكون من اختيارات لفظية وأسلوبية من حيث الفهم والتفسير والتأويل، يتم ذلك من خلال إعادة الاعتبار لكل من المؤلف والقارئ، وهو ما أكدت عليه التأويلية كثيرا، وللتأكيد أيضا على أن تفسير الخطاب هو أحد المنظور الجدلي وهو نهج لاستيعاب وظائف الاختيارات والصور المعجمية الأسلوبية الموجودة في الخطاب. فاللألفاظ وللصور وظيفة مقنعة بالإضافة إلى وظيفتها الجمالية وان الخيط الناظم بين موضوعات هذا الكتاب هو أنه سعى إلى تجسير الأنماط المعرفية بين البنية والمرجعية، أو القول بين العلامة النصية والتاريخ الإنساني، متجنبا تلك السجالات القوية الموجودة في المجال الثقافي الغربي والعربي على حد سواء. وقد تم توضيح هذه الدراسة من خلال مناهج تختلف عن أن منهج الخطاب يتضمن تلقائيا نظرة إلى مفاهيم الكون والمجتمع والعقيدة، أو بالأحرى يتضمن بشكل بديهي اتجاها فكريا وراءه