فان العربية تحفل بتراث لغويّ ثرّ ، كان لعلمائها – وبمختلف المستويات : صوتاً ، وصرفاً ، ونحواً ، ودلالة – جهد طيب ، اثمر هذا التراث الذي لم يزل مجالاً رحباً وغنياً لكل الباحثين
وهذه محاولة لإبراز الدراسات اللغوية لأحد علماء العربية في القرن الرابع الهجري، وهو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه (ت 370هـ) ، معتمدة في ذلك على ما وقفت عليه من تراثه : إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم ، وإعراب القراءات السبع وعللها ، والألفات ، والبديع ، ورسالة في أسماء الريح ، وشرح الفصيح ، وشرح مقصورة ابن دريد ، وليس في كلام العرب ، والمختصر في شواذ [ القراءات ] من كتاب البديع ، وغير ذلك ، فضلاً عما نشر من رسائل لغوية أُخر . وقد استبعدتُ كتاب
(الحجة في القراءات السبع) لما توفر لي من دلائل تثبت الشك في نسبة هذا الكتاب لابن خالويه ، وسأقف عند ذلك في التمهيد . وكان التوجه الى هذه الدراسة لما عُرِف عن ابن خالويه من مساهمة كبيرة في الدراسات اللغوية ، أكدتها المؤلفات الكثيرة التي تركها ، ولطالما اعتمد الباحثون على كتابية المعروفين : إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم ، وليس في كلام العرب ، فضلاً عن عدم توفر دراسة لغوية شاملة لجهوده ، ولا أعني بذلك أنه كان غفلاً لم تمتد اليه أنظار الباحثين كشفاً عن جوانب من جهوده اللغوية والنحوية ، وانما كان الهدف تقديم رؤية – أرجو أنْ تكونَ شاملة – لجهوده تلك ، وقد اطلعتُ على بحوث ودراسات حول ذلك فوجدتها لا تتسم بالشمول ، لأنها وُجِّهتْ الى مستوى معين من المستويات اللغوية عنده كالمستوى النحوي في بعض جوانبه ، ووجدت دراستين في هذا الاتجاه : دراسة الدكتور إبراهيم أحمد محمد الادكاوي ( بحث في جهود ابن خالويه النحوية ) ، وما خصصته الباحثة خديجة أحمد مفتي من حديث عن المصطلح النحوي عند ابن خالويه في كتابها ( نحو القراء الكوفيين )
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.