مما لاشك فيه أنّ موجة الحداثة التي اكتسحت فضاء الخطاب الأدبي، وما رافقها من انفجار معرفي شمل مختلف المجالات، ساهم في الانعتاق من أسر الرؤية الجزئية التي ظل الخطاب النقدي يمتاح من معطياتها ردحا من الزمن، لينبثق جهاز مفاهيمي متجدد ارتهن إلى الإفرازات النوعية التي أفضت إليها القراءات المتعددة للنصوص الإبداعية، مستجيبا بذلك لطبيعة المتغيرات المعرفية التي لحقت بالبرنامج النقدي الحديث
ولعل الاتجاه السيميائي يكون أحد أهم المشاريع النقدية الّتي غيّرت مسار القراءة والبحث وفتحت آفاقا جديدة في التعامل مع الأنساق الدالة، على اعتبار أنه يشكّل توجّها قويا يعكس تلك المحاولات الرائدة التي وُفِّقت إلى حدٍّ ما في تسطير نظرات علمية ونماذج تطبيقية في مقاربة الكوني والإنساني، إلاّ أنّه وبالرغم ممّا قدّمه من تصورات إجرائية قد يعتقدها البعض قطعية، فإنّ مشروعه لا يزال يبني مقترحات جديدة تواكب كل ما يستجد في عناصر النسق الدلالي
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.