والقرآن كتاب الله عز وجل. وقد أثار هذا الكتاب اهتمام الباحثين بالتأمل في مظاهر إعجازه، مما أدى إلى تتوالى الدراسات الواحدة تلو الأخرى، تحاول تفسير مظاهر هذه الإعجاز في اختيار مفرداته
وتتجاوز هذه الدراسة ما هو موجود على سطح التعبير القرآني إلى ما في بنيته العميقة، إلى ما يخصبه هذا التعبير من معاني هي في نظرنا الهدف والغاية. وحين يقع النص في يد القارئ يصبح حافزاً للتأمل والتساؤل والبحث. ونظراً لتزاحم المعاني المتوازية فيه، في ظل هذا التصور يصبح القارئ صانعاً للعديد من الأسئلة المحيطة بالنص، وتصبح القراءة بهذا التصور تجسيداً لحوار مستمر مع النص القرآني، يمر من خلاله هذا النص يتم استجوابه
استجواب يزيد من وجوده وحياته. ويجري المتلقي في هذا الفضاء المعرفي حوارا علميا مع هذا الكيان، مما يطرح التساؤل عن سبب ظهور النص القرآني بالشكل اللفظي المقصود. ونقصد ظهور صفة النفي بالنفي دون وجود صفة الإيجاب المقابلة لها مباشرة، أو ظهور صفة الإيجاب بالنفي دون وجود النفي مباشرة، وهذا بدوره. فيتصل به مرة أخرى، ويسأله عن الأهداف المقصودة والمعاني الموازية الناتجة عن هذا الحوار بين الموقفين السطحية والعميقة التي يتم إنتاجها بالقوة
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.