الوقاية المهنية

تسعى المجتمعات على إختلافاتها إلى تحقيق الأمن بمفهومه الواسع، أي إثارة الإحساس بالطمأنينة والسكينة لدى الفرد والجماعة والمجتمع ليتسع في إضفائه على  جميع المؤسسات المجتمعية ، ولكن أمن الفرد لم يعد بالأمر السهل، بل تعقدت مستلزماته وإجراءاته وتدابيره، خاصة منذ التوسع الصناعي الأفقي والعمودي وكذلك الرواج الاقتصادي الذي أصبح الشغل الشاغل لتحقيق التقدم والرفاهية

والمعروف أن مفهوم الوقاية المهنية لم يتكامل في شكله المعاصر إلا منذ منتصف هذا القرن حيث كان يمارس قبل ذلك من خلال معالجات متفرقة لموضوعاته ومن خلال العديد من الأجهزة دون وجود تنظيم متكامل يجمع شتات هذه الاهتمامات التي تسهر على تحقيق هدف واحد لا خلاف عليه، وهو أن العامل لم يعد ترسا في آلة ولا مجرد أداة للإنتاج ، فإذا كانت الجهود تبذل لتطوير وسائل الإنتاج وأساليبه فإن الجهد الأكبر لا بد أن يوّجه نحو تنمية وتطوير وحماية القوى العاملة من الأخطار الصناعية كالحوادث والأمراض المهنية