يطرح هذا الكتاب نظرية من النّظريات اللّغويّة الحديثة، الّتي تهتم بدراسة الحجاج في الخطاب خلال مرحلة محدّدة من مراحل التّداول ، وهي المرحلة الّتي يعمد فيها المرسل إلى إقامة الحجّة وبنائها وفق وسائل لغوية ، ولكنّ المرسل قد يتعدى هذا المستوى ؛ أي مستوى بناء الحجة إلى مستوى بلاغة الحجة ، إذا كان خطيبا يروم أعلى مراتب الحجاج ، إذ تقع على عاتقه مسؤولية التأثير في متلق محدد وفق خطاب وظيفته الأولى الإقناع ، ودعائمه الأدلة و البراهين . و كان البحث في الموضوع الموسوم بـ: “بلاغة الحجة في خطاب الخلفاء الراشدين – دراسة وصفية لنماذج خطابية – ” بهدف إثبات أنّ البنى الحجاجية في الخطاب الأدبي لا تكتفي بقوانين البناء ، و إنما تقتضي بدورها ظواهر فنية تؤسس بلاغتها ، لكنّ هذا الإثبات لا يتحقق إلاّ من خلال جنس أدبيّ تمثل فيه تلك القوانين البنائية و الظواهر الفنية دعائمه الهيكلية ، فكان جنس الخطابة النمط الخطابي الذي تتحقق من خلاله المعالم المنشودة ، لأنه خطاب يقوم على المنطق والخيال ، ويخاطب العقل دون أن يقصي الوجدان . على أنّ حصر الدراسة في نماذج محددة من خطب الخلفاء الراشدين – رضي الله عنهم – يبرره أنّ هذه الخطب إضافة إلى أنّها تعمد إلى قوانين البناء في تشكيل بنياتها الوظيفية ، فإنّها لا تتجاوز المستوى البلاغي دون أن تستقي منه الظواهر الفنية التي تسهم في بلورة بلاغتها . وإذا كان تحديد الحجج الجاهزة ، و البنى المنطقية بشقيها المباشر وغير المباشر قد تمّ بناء على ما هو وارد في النّماذج الخطابيّة محلّ الدّراسة ، فإنّ الظّواهر البلاغيّة قد تمّ تحديدها إجرائيّا بناء على ما اقتضته مضامين البنى المضبوطة سلفا من خلال تحليل منهجي يعزى إلى كلّ من نظريتي الاستلزام الحواري والأفعال الكلاميّة
اللغة العربية وآدابها
بلاغة الحجّة في خطاب الخلفاء الرّاشدين دراسة وصفيّة لنماذج خطابيّة
17,500 $
يطرح هذا الكتاب نظرية من النّظريات اللّغويّة الحديثة، الّتي تهتم بدراسة الحجاج في الخطاب خلال مرحلة محدّدة من مراحل التّداول ، وهي المرحلة الّتي يعمد فيها المرسل إلى إقامة الحجّة وبنائها وفق وسائل لغوية ، ولكنّ المرسل قد يتعدى هذا المستوى ؛ أي مستوى بناء الحجة إلى مستوى بلاغة الحجة ، إذا كان خطيبا يروم أعلى مراتب الحجاج ، إذ تقع على عاتقه مسؤولية التأثير في متلق محدد وفق خطاب وظيفته الأولى الإقناع ، ودعائمه الأدلة و البراهين
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.