في مجرة الصمت تدخل ذوات الكائنات لتتجدد، وتعيد الحسابات مع نفسها قصد فهم محيطها كلما التبس عليها وتغمم، فهي تزويد للذات بدم جديد، وأكسجين نقي يعينها على الاستمرار في الوجود من غير مبالاة بجراحاته، واندفاقات حرائقه
والنصوص باعتبارها ذوات هي الأخرى لا تشذ عن الدخول في هذه المجرة إن هي أرادت أن تفصح عن شهواتها، وأن تتمدد في الزمن، فالصمت وحده هو المجن الذي يقيها من التكلس، ومن الغرق في الثرثرة الفاقعة، والانصباغ بالضحالة المزمنة. فدخولها فيه شبيه بدخول الصوفي الخلوة للتأمل واكتساب نوع من الضوء به تحصل على رونق مثالي. ولا يخفى أن كل نص في الحياة؛ كاننا ما كان؛ له جسد مادي أو معنوي، وكينونة تطلب الحوار مع الخارج، والنظر إليه بصورة خاصة، وهذا لا يتأتى إلا بامتلاك من الصمت الذي يدفع المزعجات، ومختلف معيقات التواصل الحق
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.