محاضرات في الأسلوبية وتحليل الخطاب

تتميز النصوص الإبداعية العربية بعدة سمات تكسبها الفرادة والتفوق، وما من سبيل للوصول إلى كنه هذه النصوص إلا بالاعتماد على مناهج نقدية واضحة تحمل على عاتقها الولوج إلى عالم النص، ومن ثمة استنطاق لغته الخفية المندسة بين السطور، ولعل كل مبدع يعمد في كتاباته لاتباع أسلوب معين يستدرج به القارئ كي يبقى مشدودا إلى عملية القراءة دون ملل ولا ضجر، ومن ثمة فالأسلوبية تعتبر تلك الرابطة بين اللسانيات والنقد الأدبي، ولعلها في هذا الباب انتقال من دراسة الجملة الى دراسة الخطاب، وقد ارتبطت الظاهرة الأسلوبية في الدرس العربي بالدراسات التابعة من الدرس البلاغي العربي القديم كما نظر له علماء العربية القدامى امثال الجاحظ والجرجاني وغيرهم ممن طرق هذا المجال ومن هذا المنطلق تجلى للعيان تلك القيمة التي يكتسبها الأسلوب في العملية الإبداعية