فهذا البحث الموسوم بـ” مظاهر الإعجاز البياني في القرآن الكريم – القَصَص أنموذجًا ” لا يدَّعي النَّظرة الجديدة التي تُخرج القراءة من الحيِّز القديم، إلى فضاء جديد وما ينبغي لها، فلا أحد يجسُر على توصيف عمله – في حقل الإعجاز- بالتميُّز وإن اختلفت القراءات، وتباينت المناهج قديمها وحديثها
فجاء تخطيطه مجسَّدًا في مدخل نظري وأربعة فصول بُطِّن كلُّ فصل بثلاثة مباحث؛ على أن يكون المدخل النّظري مشتملاً على عرض عدَّة قضايا من المصطلحات والمفاهيم الخاصة بالقرآن الكريم من حيث التَّفسير والتأويل، مع الإشارة إلى أنَّ المشتغل في حقل الإعجاز البياني يحتاج إلى جُهد كبير قصد التَّحقيق والتقصِّي لمختلف جوانبه وآفاقه التي لا تنتهي عند حدٍّ، وقد أردفناه بالإطلالة التاريخية حول دراسة الإعجاز القرآني منذ عصر النبوَّة. بدأناه – المدخل النظري- بطرح جملة من التساؤلات منها: بم كان الفرقان معجزًا؟ وما السرُّ في إعجازه وقد جاء بلسان عربي، ووضَّحنا نوعي الإعجاز: الحسِّي والمعنوي، ونوقِشَ تطوُّر اللغة العربية بمفرداتها وأساليبها لأنَّ القرآن الكريم أحاطها بهالة من القداسة والثراء ما يجعلها مختلفة وراقية على سائر اللغات الأخرى، كما ذكرنا وصف الذِّكر الحكيم لقدرة العرب على التَّمييز بين كلامين: كلام بليغ من عند البشر، وكلام معجز من عند ربِّ البشر، ونعتهم بقوَّة الخصام والعناد في محاولة يائسة لمعارضة آياته، ووقفنا على وجوه الإعجاز وسرد مسوِّغاتها نحو: إخباره بالغيب، علومه ومعارفه ووفاؤه بحاجات البشر، وقد حدَّدنا مفهوم الآية والحكمة في ترتيب السور وأسمائها، وتعرَّضنا إلى تبيان أنواع القراءات ودلالة الأحرف السَّبعة، وناقشنا قضية شائكة تمثَّلت في ترجمة معاني القرآن الكريم بنوعيها: الحرفية والتفسيرية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.