لقد اعْتُبِرَت اللسانيات من العلوم الانسانية الحديثة التي شهدت تطورًا كبيرا في المبادئ والمصطلحات خلال الرّبع الاخير من القرن التاسع عشر، انطلاقا من افكار رائدها الاوّل العالم الشهير” فردينا ندي سوسير”، هذه الافكار التي كانت سببا أساسا في تغيير مسار هذا العلم بعد انْ كان محصورا في دائرة الدّراسات التقليدية، واكتسى بفضلها صبغة علمية، ساهمت في تبنيه مدارس عديدة واتجاهات مختلفة، خاضت في معالمه مكمّلة لما جاء به سوسير حينا، ومعدّلة له حينا آخر
ومن بين هذه المدارس التي خطت خطوة كبيرة في ذلك، مدرسة تعدّدت مصطلحات وسْمِهَا بتعدّد روادها واتباعها من ” المدرسة الفيرثية” الى ” المدرسة الانجليزية الاجتماعية”، الى ” مدرسة لندن” والتي انجلى من خلالها السّتار على ما يُسمَّى بـ” النظرية السياقية”، هذه النظرية التي عدّت مظهرا من مظاهر التميّز والتفرد في الدرس اللساني، إلاّ أنّجملة من الاطلاعات الدراسية للتراث العربي، والتي رافقتنا خلال المشوار الجامعي، كانت تحيلنا وبصورة تلقائية الى حيثيات الدّرس اللغوي الحديث، وبناء عليه اتضح لنا أنّ للنظرية السّياقية ملامح في التراث العربي
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.