إشكاليات علم الكلام الإسلامي البدايات والمآلات

37,500 $

لذا فالموقف المعتدل، في تقديرنا، هو القائل بأن علم الكلام مبحث كباقي المباحث الأخرى، له من الأصالة بقدر ما له من النقول. إذ لا يجب جعله علما متفردا وخاصا مقارنة بما أنتجته الحضارة الإسلامية. حقيقة أن هناك علوم أصيلة بالكامل مثل علم الفقه وعلم الأصول وعلم الحديث وعلوم القرآن بمختلف فروعها، وهناك علوم منقولة بالكلية مثل الفلسفة والميتافيزيقا والرياضيات…الخ

لذا فالموقف المعتدل، في تقديرنا، هو القائل بأن علم الكلام مبحث كباقي المباحث الأخرى، له من الأصالة بقدر ما له من النقول. إذ لا يجب جعله علما متفردا وخاصا مقارنة بما أنتجته الحضارة الإسلامية. حقيقة أن هناك علوم أصيلة بالكامل مثل علم الفقه وعلم الأصول وعلم الحديث وعلوم القرآن بمختلف فروعها، وهناك علوم منقولة بالكلية مثل الفلسفة والميتافيزيقا والرياضيات…الخ. وهذه التفرقة هي ما سماها الغزالي بالعلوم الأصيلة والعلوم الدخيلة. لكن انفتاح العالم الإسلامي والتوسع السياسي ومن ثمة الحضاري للإمبراطورية الإسلامية، جعل الأصيل يستفيد من الدخيل والدخيل يتأصل شيئا فشيئا من خلال فعل الاندماج والتثاقف والنمو والأقلمة…الخ. سنرى في الفصول اللاحقة بأن علم الكلام لم يشذ عن هذه القاعدة، بحيث أنه مَثّل تأمل العقل الإسلامي في قضايا عقيدته المخصوصة من خلال إعمال مناهج قد تكون منقولة من الغير. وفي هذه الكتاب ككل، من خلال جميع فصوله، نميل إلى التخلص الإرادي المقصود من ذهنية المقابلة الصرامة بين الأصيل والدخيل، وبين النقي والهجين وبين النحن والهُم، لصالح عقلانية التلاقح الإيجابي بين الحضارات القديمة. ومن ثمة، يجب علينا أن نعتقد بأن التواصل الفكري في العالم القديم كان أكثر كثافة وانجازية مما يعتقد البعض الذين يصنعون جدران حديدية وباردة بين الحضارات، من خلال اعتمادهم لمنهج تاريخي جامد يعتمد على مؤشر التواصليات المكتوبة فقط، في حين أن المكتوب نمط واحد وفقير من أنماط التواصل الحضاري والفكري واللغوي.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “إشكاليات علم الكلام الإسلامي البدايات والمآلات”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top