تسعى هذه الدراسة إلى مقاربة القرون اللفظية في المعجم المخصص لابن سيدة المرسي (ت 458هـ) والكشف عن العلاقات الدلالية التي تضمن وقوع بعض الكلمات فيه، من خلال توضيح جانبها الدلالي في بعده المعرفي وهو اتحاد لغوي واعد في التحليل يستحق الاهتمام والقبول. وهو يمثل وجهة نظر حديثة في التعامل مع العلاقة بين البنية والمعنى
لم يكن ابن سيدة يعيش حياة هادئة، ولم تكن أيامه صافية تماما، بل كانت مليئة بأشكال الاضطراب والتوتر والقلق والضيق. إن الاقتراب من الترابط اللفظي في معجمه المخصص للمصاب الدكن هو أمام اختبار النظر في خصوصيات هذه الظاهرة بالنسبة له، ومدى ارتباطها بمعاناته، وما يحيط بها. من الدلالات والتصورات، وفي الماضي، يولد الإبداع من رحم المعاناة، والحياة المزدهرة المستقرة والهادئة الخالية من الصعوبات والعقبات لا تصنع أشخاصاً عظماء
وقد زودتنا الدراسة ببيانات جوهرية تشير إلى أن الارتباط اللفظي عند هذا المعجمي الأعمى يرتبط بنوعين من الإدراكات، الإدراكات المكانية التي ترتبط بالعناصر الحسية التي تدخل في تكوين الصورة البصرية عند المكفوفين، وهي: الحركة والضوء واللون وغيرها من التصورات النفسية التي تعكس الحالة النفسية المؤلمة التي أصابت ابن سيدة نتيجة إعاقته العمى، والنظر إلى هذه التصورات يدعم ما افترضناه، من أن العرف لم يكن مجرد مجموعة من الكلمات والألفاظ معانيها في إطار مدونة، بل كانت تجسيدا لحياة ابن سيده، وشرحا لأحوال مجتمعه الذي يعيش فيه، وعزاء له من البيئة التي فرضت عليه أمور كثيرة
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.