لقد شهدت منطقة الشّرق الأوسط بروز فاعل إقليمي جديد، يحمل من القدرات والإمكانيّات والطّموحات ما يؤهّله ليصبح قوّة إقليمية كبرى في المنطقة، ألا وهو الفاعل الإيراني
لو ألقينا نظرةً خاطفةً على التّوجّهات الكبرى لهذا الفاعل على المستوى الإقليمي، لوجدناه يجمع في نشاطه بين أبعادٍ متباينة، منها العقائدي الدّيني، منها المذهبي، ومنها القومي الفارسي، ممزوجة ببراغماتية عالية وإدراك واضح للواقع الإقليمي والعالمي، لتكوّن لنا سلوكًا خارجيًّا فريدًا، يتطلّب إحاطةً بأبعاد عدّة لحلّ طلاسمه وفهم تعقيداته
والبعد المذهبي بما يحمله من خصوصيّة وحساسيّة، يمثّل محدّدًا وأداةً وهدفًا للسّلوك الخارجي الإيراني في المنطقة؛ التي تعتبر فيها العراق أهمّ نقطة جذب استراتيجي للإيرانيّين، لعوامل تاريخيّة وجغرافيّة ودينية مذهبية؛ بشكل يجعل من السّياسة الخارجية الإيرانية ببعدها المذهبي تجاه هذه الدّولة، عاملاً رئيسًا للاستقرار أو الاضطراب
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.