الفكر النقدي واسئلة الواقع

17,500 $

 حين يضع المؤلف في عنوان كتابه عنصري الفكر والأسئلة فإن ذلك قد يجعل القارئ يتوقع أن متن الكتاب سيتوصل إلى جواب من نوع ما لتلك الأسئلة. وهذا ما حاولنا أن نتجنبه قدر الإمكان لأننا نعتقد أن طرح السؤال أهم بكثير من تحديد الجواب كما يذهب إلى ذلك المشتغلون في حقل الفلسفة.

 حين يضع المؤلف في عنوان كتابه عنصري الفكر والأسئلة فإن ذلك قد يجعل القارئ يتوقع أن متن الكتاب سيتوصل إلى جواب من نوع ما لتلك الأسئلة. وهذا ما حاولنا أن نتجنبه قدر الإمكان لأننا نعتقد أن طرح السؤال أهم بكثير من تحديد الجواب كما يذهب إلى ذلك المشتغلون في حقل الفلسفة. لذا نود أن نبين بأننا لم نقصد من صنيعنا هذا سوى أن ندعو القارئ إلى أن يمعن النظر جيدا ًً في كل فكرة نطرحها، فيتأملها عميقا ً، ويمحصها مليا ً، ويراجع نفسه جيدا ً قدر ما يشاء  قبل أن يقبل تلك الفكرة أو أن يرفضها. ففي كتابنا هذا، يكون الكشف عن العلاقة الجدلية بين الفكر والواقع هو الهدف، وهو ما نريد له أن يكون مشفوعا ً بفكرة أو جملة من الأفكار ترد في كل مقالة أو دراسة تسوغ طرح هذه الأفكار ودراستها. لذلك فإن إثارة هذه الأفكار يمثل دعوة للقارئ  للتفكير والتدبر قبل أن يوافق أو أن يرفض أية فكرة أو رأي. فالموافقة أو الرفض موقفان يتعلقان بالحق الأول للإنسان بوصفه كائنا ً اجتماعيا ً حرا ً. وأعني بذلك الحق غير المنازع في أن نعبر عن كياننا وعن استحقاقنا لوصف الإنسان بالتمسك بحرية الاختلاف حين نكون على قناعة بأهمية الأسباب التي تدعونا للاختلاف، وبالقدر نفسه نتمسك بحق الاتفاق بوصفه تعبيرا ً عن حقنا في أن نقتنع بما نراه صحيحا ً من القضايا أو الأفكار، وإن كان ذلك بعد تدبر وتفكير ومراجعة. وحتى نحذر من الغواية التي قد تنطوي عليها الأيديولوجيا التي لا نبرئ أنفسنا منها، كنا نعيد أحيانا ً طرح السؤال تصديقي هو: (أليس كذلك؟) في نهاية بعض من الدراسات أو المقالات ليس طلبا ً للتصديق على جواب حصري، وإنما جاء ذلك توكيدا ً لأهمية الموقف الفكري المستقل وتذكيرا ً للقارئ بحقه في الاختلاف قبل حق الاتفاق في دعوة ضمنية للحوار الفكري.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “الفكر النقدي واسئلة الواقع”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top