كان القـــرآن الكريم -ولا يزال- ميدان الدارسين، ومنطلق تفـكيرهم، وغاية علـومهم على مرِّ العصور
وقد وَجَد فيه الأئمة من البيان ما أعجز وأدهش، فلم يألوا جهدا في مدارسة أساليبه، وتوجيه تراكيبه، والكشف عن أسرار معانيه، ودلائل إعجازه، في طرائق متنوعة، فتركوا من الأعمال الحافلة في ذلك، ما تفخر به الأمة
وكانت هذه العناية دافعا لنشأة علوم العربية، ومنها علما النحو والبلاغة، اللذان أقر كثير من العلماء أن السبب الحقيقي لنشأتهما هو فهم القرآن الكريم، ودراسة بدائع نظمه
وكان عبد القاهر الجرجاني في هذا المضمار (مضمار النحو والبلاغة) قمةً لا تسامى، إذ برز منفردا باتجاهه التحليلي بروزا واضحا، ولم يفُتْه أن يقف وقفات طويلة مستأنية عند ما قاله العلماء عن وجوه مزية الذكر الحكيم، ثم بدا له من هذه الوجوه ما اعتقد صوابه، فصنف “دلائله”؛ مُفصحا عن وجهته
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.