كل الدراسات التي تؤرخ لمسالة التلفظ، تجعل من تعريف ‘‘بنفنست” المنطلق الحقيقي لهذه المسألة، بحيث يرى التلفظ (ممارسة لغوية يقوم بها من يتكلّم حين يتكلّم)، فالموضوع الذي يشير إليه هذا التعريف لا ينحصر في اللّسان، في ذاته ولذاته، كحال اللسانيات السوسيرية، وإنّما ثمة تجاوز بيِّن إلى قطبي العملية التواصلية، وإلى سياق التواصل بالخصوص. وهذا من المسائل الرئيسية التي عمل ”دو سوسير” على تفادي إثارتها لارتباطها بعلم النفس، والتحليل النفسي، وعلم الاجتماع، والتاريخ…الخ. ولذلك نعتقد أنّ للمسألة التّلفظية وجوداً ضمنياً في لسانيات ‘‘دو سوسير”، وبالذات من خلال علّية اختياره اللّسان عوض الكلام، والنسق بدل الإجراء، وتفضيل خاصية الجماعي على الفردي. ويحتمل هذا الاختيار تنظيراً مضمراً للإشكالية التلفظية، ذلك لأنّ آثارها تجلت في قائمة المفاهيم السوسيرية المقابلة لتلك المفاهيم ذات الامتياز، والحظوة ضمن المشروع اللساني السوسيري
اللغة العربية وآدابها
دلاليات التلفظ عند “جوزيف كورتاس” فعالية المفاهيم اللسانية في المقاربة السيميائية
15,000 $
فالموضوع الذي يشير إليه هذا التعريف لا ينحصر في اللّسان، في ذاته ولذاته، كحال اللسانيات السوسيرية، وإنّما ثمة تجاوز بيِّن إلى قطبي العملية التواصلية، وإلى سياق التواصل بالخصوص
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.