قد يعجب المرء من ظهور علم خاص يعنى بدارسة الجمال، ذلك للاعتقاد السائد أن طبيعة الجمال تتنافى مع طبيعة العلم، ولكي تدفع مثل هذا التعجب ينبغي علينا التعرف على الطبيعة المتميزة للجمال، وعلى وجهات نظر عديدة في هذا المجال، كل منها ظهر وتطور عبر الزمان.
هذا ما سوف نبحثه – بإذن الله – مفهوم الجمال وعلاقته بالفن والحق والخير عبر العصور ونتناول أيضاً أهم النظريات التي وضعت في الجمال، ثم تحاول دراسة مدى تأثير هذه النظريات على الفن تذوقه وتقديره، وفي باب آخر نبحث أنواع النقد الفني التي ظهرت كتطبيق لنظريات الجمال في مجال نقد الأعمال الفنية، ثم نلقي الضوء على الفن وعلاقته بالنشاطات الإنسانية الأخرى، كالفلسفة والعلم والتاريخ والصناعة وغير ذلك.
ولأننا نعاني من نقص في المراجع؛ أقدم هذه المادة التي أرجو من الله سبحانه أن أحقق من خلالها الغرض الذي أردته لها وهو إعطاء فكرة عن الجمال، واضحة وسهلة التناول من قبل الدارسين، كما حاولت أن أؤدي الأهداف المرجوة من دراسة علم الجمال كمبحث يهتم به الطلبة في أقسام الفنون التطبيقية في كليات المجتمع وعليه فإني آمل من الله أن يكون قد وفقني لتحقيق غايتي المرجوة، معتذرة عما يكون قد وقع من أخطاء غير مقصودة، فإن أخطأت فمن نفسي وإن وفقت فمن الله الفضل والعون، والله من وراء كل قصد.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.