علم النفس العام الجزء الأول

ودراسة علم النفس ليست شكلاً من أشكال الترف الثقافي التي يمكن الاستغناء عنها والاكتفاء بدراسة غيرها من العلوم ، فعلم النفس واحد من أهم العلوم التي تساعد اليوم في بناء المجتمعات وتقدمها و رقيها من خلال التركيز على أهم عامل من عوامل التنمية ومحورها الأساسي ، إلاّ وهو الإنسان ، وسلوكه ، وقدراته وملكاته  فالكثير من الأبحاث والنظريات التي نشأت وتطورت في الدول المتقدمة لأجل دراسة وفهم وتعديل وتقييم وتقويم مشكلات محددة أو للمساعدة على اتخاذ قرارات حكيمة قائمة على أُسس علمية و دراسة واعية ، وفهم دقيق لسلوك الإنسان، ودوافعه واتجاهاته، وقدراته، وذلك لمعرفة كيفية التأثير في هذا الإنسان ، وتطويره ، والارتقاء به، ولعل العديد من الطلاب يتسألون لماذا عليهم دراسة علم النفس العام ، وما يفيد طلاب التخصصات التطبيقية كالحاسوب أو الفيزياء أو الهندسة أو الجغرافيا أن يدرس مادة علم النفس العام ؟ . ولعل الإجابة على هذه الأسئلة تكمن في أن علم النفس يساعد الفرد على فهم نفسه وفهم الآخرين من حوله بشكل أفضل ، كما أن علم النفس أصبح اليوم على علاقة مباشرة وصلة وثيقة بمجالات الحياة اليومية  بالإضافة إلى أن علم النفس يساعد الفرد على حل المشكلات والتغلب عليها والتخلص منها والوقاية منها . فالعمليات النفسية المعرفية تساعد الطلاب على الرفع من مستوى تحصيلهم وتحسينه ، وزيادة قادراتهم الإبداعية وتنمية مهارات التفكير لديهم ، ويجعل عملية التعلم أكثر متعة وأفضل فاعلية ، ويبعث  في النفوس الأمل في غد أفضل