إنَّ الخطاب الصوفي يتموقع في عرفان العقل العربي كأبرز الخطابات الروحية والفنية المؤثرة في الساحة الثقافية العربية، وهذا لما يمتلكه من شروط ومعايير خوَّلته أن يقتحم بمنجزه أسوار المشهد المعرفي الإنساني، من هذا المنطلق ستحاول هذه الدراسة الاقتراب من بعض قضاياه الضاربة في عمق هذا الخطاب، بوصفه يرسم العلاقة الحوارية بين اللغة الرمزية في بعدها المفهومي والمعرفي، المرتكزة على إمكانات الدلالة وإنتاج المعنى، وبين مفهوم المخيال الصوفي كبعد أنطولوجي/جمالي، يؤسِّس للعدسات التصوَّرية الملأى بالفضاءات الكاشفة والجامعة لمسارات إبداع المخيال الصوفي؛ المتجلية أنوارُهُ وجودًا وشهودًا، والذي يشكّل في مجموعه بنية فاعلة في منظومة النسق العرفاني، ومحل إعراب هذا المخيال في إنتاج معنى منفتح يؤطر مفهوم العرفان الصوفي ويضبط إمكاناته المختلفة المنصهرة في بوتقةِ رؤيةٍ شاملة لمسارات الإبداع الروحي والنفسي للإنسان
إن بعض القضايا المطروحة في هذا الكتاب قد أسالت حبرا، وأثارت نقاشا لا يزال صداه إلى اليوم كـ ” إشكالية الإنسان الكامل في الفكر الصوفي ” و” جدل الحقيقة والشريعة في الفكر الصوفي ” و” الرمزية الحرفية في الفكر الصوفي” خاصة عند محي الدين بن عربي، ومنها بعض القضايا التي حاولت تقديم رؤية فيها، انطلاقا من المعطى العرفاني الصوفي، كـ ” الأبعاد العرفانية لخطاب الموت في الفكر الصوفي ” و” عقلاء مجانين الصوفية بين خطاب الجنون وجنون الخطاب “
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.