إنّ المفردة القرآنية تتمظهر في النص القرآني بأشكال شتى، وتتخذ مسارات محددة، وتتمحور حول فضاء دلالي خاص، فهي تسير مع نظيراتها، في فلك مسطّر، وفي خط معلوم، لتؤدي دلالاتها المقصودة، تلك الدلالات التي تشهد على أنّ القرآن الكريم شاهد على عصره، وعلى ما بعد عصره. وهي – أي المفردة – تحمل سراً إعجازياً بطريقة استعمالها في القرآن الكريم، وذلك هو مضمون دراستنا في هذا البحث
ومن هذه التمهظرات للمفردة القرآنية، تنوع الصيغ الصرفية للأصل اللغوي الواحد الذي يقول فيه أحد الباحثين« لماذا استعمل القرآن – مثلاً – أنبأ ونبّأ، ومبين ومستبين، وحبّ ومحبة… إلخ. ولم يكتف بواحدة من كل اثنتين منها؟ أليس ذلك دليلاً على أنّ كل صيغة من الصيغتين المشتقتين من أصل لغوي واحد.. ذات خصوصية في المعنى والاستعمال؟ لأنه لا يكون من كتاب (معجز) أن يستعمل صيغتين لمعنى واحد، لأن استعمال صيغتين لمعنى واحد.. نقص في التعبير يبرأ منه القرآن، إذ عند حصول الثقة بأن تؤدي المعنى أداءً تاماً.. لا يكون العدول عنها إلى غيرها حكيماً، والقرآن.. حكمة بالغة غير أنّ هذا الكلام ينطبق كذلك على المفردات التي تبدو مترادفة، إذ ليس من الحكمة – والحال هذه إذن – أن يستعمل القرآن الكريم كلمة في معنى ما، إذا كانت كلمة أخرى أحق بهذا المعنى. أو يوظف مجموعة من المترادفات في سياقات متباينة، لاسيما إذا اطّرد معناها في كل أو جلّ الآيات التي ترد فيها تلك المفردات
غير أنّ هذا الكلام ينطبق كذلك على المفردات التي تبدو مترادفة، إذ ليس من الحكمة – والحال هذه إذن – أن يستعمل القرآن الكريم كلمة في معنى ما، إذا كانت كلمة أخرى أحق بهذا المعنى. أو يوظف مجموعة من المترادفات في سياقات متباينة، لاسيما إذا اطّرد معناها في كل أو جلّ الآيات التي ترد فيها تلك المفردات- عودة الله منيع القيسي، سر الإعجاز في تنوع الصيغ الصرفية المشتقة من أصل لغوي واحد في القرآن، دار البشير، مؤسسة الرسالة، عمان، الأردن، ط1، 1996، ص7
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.