في رحلة البحث عن المنهج اتجه الباحثون وجهتين: الأولى إلى التراث، والثانية إلى الفكر الغربي المعاصر. وفيهما معا غربة وتوتر؛ فإن كان المنهج موجودا في ثقافتنا فلمَ لم يثبت في حاضرنا، وإن لم يكن موجودا فكيف تمَّ للأسلاف ذاك المد المعرفي الذي رفع قيمة الإنسان وكرمه. ولأن السعي دوما إلى ربط أواصر الأصالة وربطها بالتجديد؛ فقد اتجه البحث سبيل منهج ذي ملامح لا يلحقه تشويه، ولا يحمل تناقضا معرفيا ولا ثقافيا
وعليه؛ وبالعودة إلى الخلف عمد بعضهم إلى اعتماد عملية التأصيل للدرس اللساني المعاصر في التراث؛ فربطوا تحليل الخطاب بالتفسير، وعلم الأصوات بالقراءات، وفلسفة اللغة ومباحث الدلالة بعلم الأصول، ليكون الهدف البحث عن نظرية لغوية عربية خالصة. ولا يقف أمام هذا التصور في حال نجاحه إلا اعتبار الوجود الذي تمَّ مسحه، وثبَّت الدرس اللساني الحديث والمعاصر
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.