ولم تكن الدوافع الحقيقية، التي حركت الغايات، وابتكرت وسائل تحقيقها، نتاج تفاعل فكري وحضاري، بقدر ما كانت حصيلة تنافس على مصالح، لم يختلف جوهره، ولم تتغير أهدافه، على الرغم من تغيّر أساليبه وتنوع دواعيه
هذا التنافس على المصالح فرضت شروطه عوامل التأريخ والجغرافيا، ودخائل النفس البشرية كذلك، وكان الداعي الرئيس لخلق سياسات، وظهور نظريات، ونشوء تكتلات، حتى تحوَّل مع الوقت إلى صراع مرير، تقاطعت فيه المطالب، وتصادمت فيه الإرادات، فألقى بأحماله الثقيلة على حركة التأريخ الإنساني
وعوامل التأريخ محكومة بحركته الطبيعية، في ظل حتمية تناقضات الحياة الانسانية، وضرورة تلك التناقضات، من أجل تطور الحياة نفسها





المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.