معجم ألقاب الشعراء في الجاهلية والإسلام

فإنّ العلاقة التي ربطتني بالشعر الجاهلي علاقة متينة وقديمة ، لم تقف بي عند حدود الرغبة في دراسة هذا العصر كتخصص ٍ أكاديمي فحسب ، بل دفعتني هذه الرغبة إلى الولوج في أسرار هذا العصر حبـّا ً للاستطلاع وسعياً للتعرّف على كلّ ماله صلة بهذا لإرث الحضاري الذي امتدّ به الزمن إلى مئتي سنة قبل الإسلام – حسب رأي الجاحظ – وما خلـّفه لنا من عدد هائل من الشعراء الذين قدّموا لنا نوعاً من الشعر ما تزال آثاره ماثلة ً حتى يومنا الحاضر ، ليس هذا فحسب فقد مثـّل هذا النتاج قمة المهارة الفنية والقدرة على التحكـّم في فنون القول ، مما دعا الشعراء وعلى مرّ العصور اللاحقة يعجبون به ويترسمون خطاه ويتنافسون فيما بينهم سعياً منهم للوصول إلى تلك البلاغة الساحرة وذلك النضج اللغوي الذي وصل إليه شعر ما قبل الإسلام .